قلق حول اعدام الفريق أول ركن سلطان هاشم

مشرف عدد المساهمات : 228 تاريخ التسجيل : 23/05/2008

عاجل.. محامي الفريق الركن سلطان هاشم يجري اتصالا بالرابطة العراقية هذا المساء.. معلومات تنشر للمرة الأولى عن هذا البطل..!

الرابطة العراقية/خاص:

السلام عليكم..

أحيي الرابطة العراقية على مواقفها البطولية والمشرفة.. أنا أحد المحامين
الموكلين من قبل الفريق أول ركن سلطان هاشم منذ عدة أعوام، وأحببت أن أنقل
من خلال رابطتنا العراقية قلقي المتزايد من احتمال تنفيذ حكم الاعدام
بموكلي.. فقد اعتادت الادارة الامريكية في سجن كروبر الاتصال بي كل يوم
ثلاثاء للتأكد من زيارتي الأسبوعية للاسرى الذين أترافع عنهم في سجن
كروبر، ولكن هذا اليوم لم يتصل بي احد، الأمر الذي أثار مخاوفي المتواصلة
من ان ينفذ حكم الاعدام حتى دون إبلاغ محامي الدفاع..!!

هذا وقد أخبرني ابناء عمومة الرئيس الراحل أن لديهم معلومات تفيد بتسليم
سلطان هاشم وحسين رشيد هذا اليوم وتنفيذ الحكم فيهما في سجن العدالة في
الكاظمية، لكنني لم اتلقى اي اتصال لا من المحكمة ولا من عائلته، والذين
يقيمون بأجمعهم خارج العراق خوفا من بطش العناصر المرتبطة بالدولة.

وسلطان هاشم باعتباري وكيلا عنه قد حملني وصية قبل سنتين عند محاولة
التنفيذ به وطلب مني أن أحضر مراسيم الاعدام وان انقل جثمانه الى اهله..
وقد ثبتت هذه الوصية مع الامريكان في السفارة الامريكية عندما أبلغوه
وقتها بتنفيذ الحكم عليه، فذهبت لمواجهته في سجن كروبر حيث سلمني الوصية
على اعتبار ان كل شئ انتهى، لكن شاءت ارادة الله الا يتم الاعدام حينها..
وأود أن أؤكد ان الواجب القانوني يملي على السلطات التنفيذية ان تمكن
المحكوم من الاتصال بمحاميه وعائلته، او على الاقل بطلب حضور محاميه قبل
تنفيذ اي حكم فيه.. ولكن هذا لم يحصل على الاطلاق.

وفي كلمات قلائل أود أن أصف سلطان هاشم كما رأيته وعايشته بنفسي.. لقد كان
رجلا ثابت الجنان قوي الشكيمة مؤمنا حقيقيا بقضاء الله وقدره، وأن ما
أصابه لم يكن ليخطأه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.. وهو منذ اعتقاله وحتى آخر
زيارة له كان يصوم يومي الاثنين والخميس اقتداءً بالسنة النبوية المطهرة..
وقد قال لي يوما أنه لايهاب الموت ومستعد للذهاب برجليه الى حبل المشنقه
دون تردد لأنه لم يظلم احدا في حياته وكان بارا بوالديه، ومحبا لاهله
واقاربه وابناء شعبه..

كان سلطان هاشم انسان بسيط جدا وصبور لأبعد الحدود وخلوق الى درجة يعجز
عنها الوصف.. بل كان محبوبا هو بالذات من قبل الجنود الامريكان
والمترجمين، الى درجة أنهم كانوا يتركونني معه دون أي رقابة أو حراسة، وهو
نادر ما كان يتحدث مع بقية المعتقلين..!!

لكنه وزملاؤه كانوا يشتكون من سوء المعاملة التي كانوا يتلقونها من
العراقيين في المحكمة الجنائية العليا ، حتى أنه قال لي مرة: " أن أموت أو
أعدم مائة مرة أهون من هذا الذل وهذه المهانة.."، فقد وضعوهم في ظروف
ومواقف غاية في الاهانة في سجن المحكمة اثناء جلبهم من معسكر كروبر
الأمريكي الى المحكمة. فقد كانوا يبقونهم في زنزانه تحت مبنى القيادة
القومية كل اثنين في زنزانه، وكانت دورة المياه تتوسط الزنزانه بين
المعتقلين، فلا يستطيع أحدهما أن يقضي حاجته الا على مرأى من زميله..!

هذا وقد خصني الفريق سلطان هاشم بأسرار عن حالة الجيش العراقي أثناء
العدوان سوف أتحدث عنها في حينها من خلال هذا المنبر المبارك.. فإن كان
الفريق أول ركن سلطان هاشم قد انتقل هذا اليوم الى الرفيق الأعلى، فإننا
نرفع أكف الدعاء أن يتغمده الله برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويتقبله
في الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا..