في ذكرى أربعينية الامام الحسين (ع): فلنجدد العهد والولاء
كاتب الموضوع
رسالة
نشمي مشرف
عدد المساهمات : 228 تاريخ التسجيل : 23/05/2008
موضوع: في ذكرى أربعينية الامام الحسين (ع): فلنجدد العهد والولاء الجمعة فبراير 05, 2010 11:56 pm
في ذكرى أربعينية الامام الحسين (ع): فلنجدد العهد والولاء على نهج الشهادة والاستشهاد..!
بقلم: أحمد الحسني
أعجبني في مذهب آل البيت خصوصية لأرض العراق وشعب العراق.. فهي أرض ارتوت بدم سيد الشهداء في يوم عاشوراء، وارتوت بدماء من قاتل مع سيد الشهداء.. وهي أرض ضمت في جنباتها وطوت في أحشائها أئمة أطهار وأولياء صالحون كتبوا صفحات ناصعة في تاريخ العراق..
أحببت الحسين، لأنه لو قابل حاكم العراق السابق (بول بريمر)، ما كان سيعانقه كما فعل من انتسب الى شيعة الامام علي، من (بحر علوم) وغيره، وما كان سيهديه سيف الامام علي، كما فعل من انتسب ظلما الى جعفر الصادق (ابراهيم الجعفري).. لا والله! بل كان سيحز رأس هذا الكافر النجس، ثم يغسل ثيابه بعد ذلك ان لامست ثياب بريمر، فالنجاسة في مذهب آل البيت تنتقل بالتماس.
عشقت الحسين، لأنه لو التقى ويزيد بن معاوية، أو نوري جواد المالكي، أو عمار الحكيم على أرض عراق اليوم، للجأ أولئك الى ألاعيب السياسة في (تحكيم) صناديق الاقتراع، وهيئات الاجتثاث، والدستور المزيف.. أما رأيتم عدو الله (عبيد الله بن زياد) وهو يقنع بالدبلوماسية الخبيثة جماهير المناصرين والمؤازرين من أهل الكوفة أن ينفضوا عن مسلم بن عقيل، مبعوث أخاه الحسين (ع)، ليواجه القتل لوحده على يد الظالمين؟ أما الثائر البطل، سبط رسول الله (ص)، فما كان يليق به سوى صرخة حق بوجه الباطل، وسيف بتار يرسم ثورة الأحرار الى قيام الساعة..
سأتبع الامام الحسين (ع)، وأنحاز الى معسكره، وأرفع معه سيفي بوجه ملك الروم وجيشه، حتى لو رفع المخادعون (قرآنا) لنغمد سيوفنا، أو أصدروا لنا (فتوى مرجعية) لنحقن دماء الكفار، فامامي الحسين لم يكن ليغمد سيفه وجيش الصليب ملطخة أيديهم بمائة ألف ألف نفس بريئة من أحرار العراق.. ولم يكن ليهنأ له نوم أو يغمض له جفن وأهل العراق يروعون في بيوتهم، وتنتهك أعراضهم في غربة أبو غريب، وتسفك دماؤهم فوق أرض الفلوجة الصامدة والنجف الطاهرة.
والله اني لأراه في يوم عاشوراء شاهرا سيفه البتار بوجه من روع أبناء العراق في أقبية السجون، وبوجه من ثقب أجسادهم وحرق مساجدهم وقتل أبناءهم على الهوية الطائفية.. وبوجه من سرق ثرواتهم واختلس أموالهم.. وبوجه من ابرم عقود ارتهان ثروات العراق بيد الأجنبي.. وبوجه من وقع لبقاء القواعد الأمريكية على أرض العراق الطاهرة.. وبوجه من نشر بينهم الدمار من ايران الفرس..
أحببت حسينا لأنه كان ثائرا في (أقلية) مقاومة من أصحابه رغم خذلان (أكثرية) آثرت السلامة وجلست في بيوتها. نصحه أصحابه أن لا يتحدى (الأكثرية)، وأن (يتعامل) سياسيا مع الخصوم بدلا من المقاومة المسلحة.. استمعوا الى جوابه عليه سلام الله: (والله لا أعطيهم بيدي اعطاء الذليل، ولا أقر لهم اقرار العبيد).. كلمة فاصلة لا يختلط فيها الحق والباطل، ولا يلتبس فيها الخير والشر.. فالذلة أمام الأمريكي الغاصب والايراني الحاقد ليست من شيم المسلم، والعبودية لا تكون الا لرب الأرباب، والحرية والسيادة فوق تراب المسلمين لا تقبل المساومات.
في يوم عاشوراء، ارتفعت السيوف والرماح فوق هامة سبط رسول الله (ص)، وكأني به وعدو الله (الشمر بن الجوشن) منقضا عليه، يتمثل قول عنترة العبسي: ولقد رأيتك والرماح نواهل مني .. وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها ...... لمعت ببارق وجهك المتبسم كان يرى في بارق السيوف وتناثر الدماء والأشلاء بريق عزة أمة الاسلام وكرامتها وهيبتها، واختط لأمم الأرض منذ ذلك اليوم مسيرة المقاومة المسلحة مهما كانت متواضعة بوجه الظلم والعدوان مهما كبر وتجبر.
تعلمت من امامي الحسين (ع) أن الحق لا يقاس بقلة أتباعه والمنافحين عنه، والباطل لا يتحول الى حق بانتفاشه وبكثرة المنخدعين به، أما قرأتم قوله تعالى: (لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث).. وتعلمت أن لفظ (الكثرة) ما ورد في دستورنا الخالد الا في صيغة ذم، وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله.. فما كان الحسين (ع) لتبهره كثرة عدو أو تخذله قلة مناصرين، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله..
وتعلمت منه أن معيار النصر ليس في سلطة دنيوية ومنصب وزاري تحت حراب جيش الروم في المنطقة الخضراء جللها الله بالسواد.. انما النصر في هامة لا تنحني الا لربها، وسيف لا يغمد الا بالنصر أو الشهادة.
وأقول لمن وقف، متأولا أو غافلا، في صف الأعداء والظالمين، ومخالفا لمنهاج امام المجاهدين، أما آن لك أن تقتدي بالحر الرياحي، أما آن لك أن تنحاز الى شعبك ووطنك وأرضك وأمتك؟
أما أنا، فسأسير على خطى الحسين (ع)، و.. سألطم أيام عاشوراء، لا وجهي وصدري، بل ألطم وجه أهل الكفر والظلم والنفاق.. وسأضرب بالقامة صبيحة عاشوراء، لا رأسي وهامتي، بل رؤوس الغزاة وفيالق الغدر وجيش الدجالين.. وسأصرخ مساء عاشوراء، لا نياحة وبكاءا، بل صرخة مدوية أن: عاش العراق.. ويسقط (المالكي بن الجوشن)..
(عن الرابطة العراقية)
في ذكرى أربعينية الامام الحسين (ع): فلنجدد العهد والولاء