موضوع: سيناريو فلم هوليودي في مطار النجف الأحد أبريل 18, 2010 9:28 am
سيناريو فلم هوليودي في مطار النجف .. مخطط ايراني لاحداث فتنة طائفية شبيهة بتفجيرات مرقد الامامين في سامراء اطلع على فصول المسرحية الهالكية
في تطور لافت مثير للشك والأستغراب، كشفت حكومة العميل نوري المالكي عن حصولها على معلومات استخبارية تؤكد وجود مخطط لتفجير مرقد الإمام علي بن أبي طالب في النجف، علماً أن مطار المدينة كان وما زال مغلقاً منذ أكثر من أسبوع لـ 'أسباب أمنية'. وذكرت مصادر المالكي أن 'الاغلاق تم بناء على معلومات استخبارتية تؤكد تخطيط القاعدة لتدمير المرقد باستخدام طائرة تقلع من مطار النجف، على غرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك'!!.
صحيفة محلية نقلت الخبر عن «مصدر يعمل في مكتب مكافحة الارهاب» المرتبط مباشرة برئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. وأضاف المصدر الذي لم يكشف عن هويته لحساسية الموضوع إن السلطات الأمنية قررت فور ورود المعلومة إغلاق مطار النجف بشكل كامل وإيقاف الرحلات فيه حتى إشعار آخر، لكنه لم يحدد ما إذا كان قد تم اعتقال أشخاص مشتبه بهم في هذه القضية، ولكن أخباراً أخرى أكدّت إعتقال ضباط يعملون في مطار بغداد الدولي يشك بعلاقتهم بالمخطط المذكور!!
وقد أعاد بث الخبر الى أذهان العراقيين ما حصل في 23 فبراير 2006 من تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء، وهو الحادث الذي استتبعته احداث عنف طائفية فضيعة اودت بحياة عشرات الالوف من العراقيين، وهجومات مُدبّرة على المساجد وقتل من فيها وحرقها وتدميرها او الاستيلاء عليها من قبل عصابات فرق الموت الطائفية، وحدوث عمليات تهجير طائفية جماعية.
وقد أثار الخبر الهوليودي عن (مسرحية) وجود محاولة للقاعدة لخطف طائرة وقصف مرقد الامام علي، إرباكا في الوضع الأمني، وحتى على مستوى المسؤولين كان هناك انشقاق واضح وتباعد بين تصريحات طرفين، ففي حين أكد ما يسمى وزير الدفاع الذي انتقل مع وزير النقل الى محافظة النجف واقاما مؤتمراً صحفياً أكدا فيه الخبر عن الهجوم المحبط!!، حيث قال عبدالقادر العبيدي وزير دفاع المالكي أن "الأجهزة الأمنية العراقية تتحسب لأسوء الاحتمالات وتتعامل مع كافة المعلومات على محمل الجد لأن الإرهابيين يحاولون استخدام كافة الوسائل لتدمير العملية السياسية". أما وزير النقل عامر عبدالجبار فقد أوضح من جهته أنّ غلق مطار النجف الدولي هو لفترة محدودة ولكن الاجراءات الاحترازية والامنية تبدي المصلحة العامة على المصالح الأخرى.
إلا أن وزيراً آخر على النقيض هو شيروان الوائلي وزير الدولة للشؤون الأمنية أنكر الموضوع وقال في تصريح صحفي "أن ما تم تداوله في وسائل الاعلام عن وجود مخطط لاستهداف مراقد دينية مقدسة، بطائرات يتم خطفها من مطارات محلية قد «هوّل أعلامياً!!»، مؤكدا أن ما تم اتخاذه من السلطات الأمنية من أجراءات، تقع في خانة الاحترازات الاعتيادية والترتيبات الامنية الدورية في الموانئ والمطارات. وأوضح، انه «لا يمكن الاستناد الى مصادر وهمية في نشر مثل هكذا معلومات وتقارير استخبارية حساسة»، قائلا: «استبعد ان يكون مثل هكذا تصريح صدر عن مكتب مكافحة الارهاب، لان مثل هكذا أمور يتم الاعلان عنها من الناطق الرسمي للحكومة أو قيادة العمليات، وليس عن مصدر يعمل في هذا الجهاز الحكومي».
وعن الأسباب التي أدت الى اغلاق مطار النجف، والانباء التي تحدثت عن حملة اعتقالات طالت ضباطا وموظفين في مطار بغداد، ردّ الوائلي: «لا توجد أي حملة اعتقالات شنت ضد ضباط أو موظفين في مطار بغداد الدولي، وبالنسبة الى اغلاق مطار النجف فانها مسألة اعتيادية كون هذا المطار حديث العهد ويحتاج الى تعزيزات وترتيبات امنية احترازية باستمرار»، مرجحا ان تكون «اجتهادات شخصية» تقف وراء نشر مثل هذه التقارير الاعلامية «المضخمة».!
وبنفس الاتجاه كانت تصريحات محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع، الذي نفى ما تردد حول اكتشاف قوات الأمن العراقية مخططا لتفجير مرقد الإمام علي في النجف الاشرف، وقال إن التهديدات التي تم الكشف عنها روتينية للغاية، واعتدنا عليها، لكنها لم تصل أبدا إلى حد وجود احتمال بعمل إرهابي يستهدف مرقد الإمام علي. وحول قرار السلطات العراقية إغلاق مطار النجف، قال العسكري إن مطار النجف حديث وقد تم افتتاحه قبل أقل من عام، وهو يختلف عن بقية المطارات العراقية لقربه من المدينة، ولذلك فإن إغلاقه جاء في إطار إجراءات سلامة الطيران.
وهناك تسريبات عن خلافات ما بين وزارة النقل وبين السلطة المحلية في النجف تدور حول ايلولة الموارد المالية الهائلة التي يدرها المطار نتيجة كثافة حركة النقل عليه من خارج العراق، وكان مطار النجف قد تم افتتاحه في شهر تموز من عام 2008 بعد ان استمرت مدة انشائه لاكثر من عامين، وقد تزايد عدد المسافرين عبر المطار من داخل العراق وخارجه بشكل كبير خلال هذا العام حتى وصل الى 250 الف مسافر، خاصة في اوقات الزيارات والمناسبات الدينية التي تشهدها مدينتا النجف وكربلاء. وبرغم أن متحدثا باسم وزارة النقل قال إن الاغلاق ليس له صلة بالأمن فإن مصادر أمنية أشارت إلى أن هذا الاجراء اتخذ بسبب امكانية محاولة مجموعة مسلحة الاستيلاء على رادار المطار. وبالتزامن تم أيضا اغلاق مطاري البصرة والنجف.!!
مراقبون وصفوا تسريب مثل هذه الاخبار بانها (بطولة وهمية) و(إنجاز خيالي) اراد المالكي من خلالها التاكيد على قدرة حكومته على حفظ الامن، ولكن بنفس الوقت فإن هذه الرواية الهوليودية اثارت استغراب واستهجان العراقيين للتناقض المفضوح في الروايات بين اكثر من مسؤول وصعوبة التصديق، والبعض يتساءل.. لماذا لم تكتشف اجهزة المالكي الذكية وتوقف التفجيرات الكبرى التي حصلت في بغداد قبل ايام واستهدفت السفارات والعمارات السكنية الا اذا كانت مشتركة فيها؟
ليس دفاعا عن القاعدة ولا عن اعمالها الشريرة، الا ان بث الاكاذيب بهذا الشكل المختلق والفوضوي، ارباك أمني ليس إلا، وهناك من يرى في المسرحية الهوليودية دوافع ايرانية ومحاولة لزرع الفتنة الطائفية التي تغذي الانقسام المذهبي من جديد، ولخلقِ مُبرّرٍ سياسيّ فاسِد أو طائفي قذِر ضِدّ التحالفات الوطنية التي جمعت السنة والشيعة تحت كتلة القائمة العراقية التي فازت بالانتخابات البرلمانية الاخيرة، وَستكون إيران أكبر المستفيدين من إشعال الفتنة الطائفية، وَإشغال الآخرين عنها بحدثٍ كبير يقوي وَيغذي عملاءها أو الأحزاب الطائفيَّة التابعة لهَا في العِرَاق!! (عن الرابطة العراقية)