من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
ليس المستغرب أننا نحب الله تبارك وتعالى ، ليس بمستغرب أن الفقير يحب الغني وأن الذليل يحب العزيز ، فالنفس مجبولة على حب من أنعم عليها وتفضل عليها بالنعم ، لكن العجيب من ملك يحب رعيته ويحب عباده ويتفضل عليهم بسائر النعم
احباتى قبل ان ابدء فى صفاتهم دعونى اولاا اعطى لكم بضع من الامثله
اشترى أبو عبد الله النباجي جارية سوداء للخدمة فقال لها : قد اشتريتك ، فضحكت فحسبها مجنونة
فقال : أمجنونة أنتِ؟؟
فقالت : سبحان من يعلم خفيات القلوب ،، ما بمجنونة أنا .
ثم قالت : هل تقرأ شيئاً من القرآن ؟؟
قال : نعم .
فقالت : اقرأ علي
فقرأ عليها : بسم الله الرحمن الرحيم
فشهقت شهقة وقالت : يا الله هذه لذة الخبر فكيف لذة النظر ؟
فلما جن الليل وطأ فراشاً للنوم فقالت له : أما تستحي من مولاك أنه لا ينام وأنت تنام ؟!
ثم أنشدت :
عجباً للمحب كيف ينام جوف الليل وقلبه مستهام
إن قلبي وقلب من كان مثلي طائران إلى مليك الأنام
فأرضي مولاك إن أردت نجاة وتجافى عن إتباع الحرام
قال النباجي فقامت ليلتها تصلي فقمت من نومي أبحث عنها فإذا هي تناجي ربها ساجدة وتقول " بحبك إياي لا تعذبني " فلما انتهت قلت لها : كيف عرفت أنه يحبك ؟؟!
قالت : أما أقامني بين يديه وأنامك ،، ولولا سابق محبته لي لم أحبه أما قال " يحبهم ويحبونه
روي أن ملك الموت جاء إلى إبراهيم عليه السلام ليقبض روحه
فقال له إبراهيم عليه السلام : هل رأيت خليلاً يميت خليله ؟؟!
فأوحى الله إليه يا إبراهيم : هل رأيت حبيباً يكره لقاء حبيبه ؟!
فقال إبراهيم عليه السلام : ياملك الموت اقبضني الآن .
ولما خُير نبينا صلى الله عليه اله وسلم بين الحياة الدنيا ولقاء الله عز وجل قال : بل الرفيق الأعلى .
يقول ابن الربيع ابن خثيم لما احتضر أبي بكت أختي فقال لها : يا بنية لا تبكي ولكن قولي يا بشرى فاليوم ألقى ربي ..
وكانت امرأة متعبدة تقول : والله لقد سئمت الحياة ولو وجدت الموت يباع لاشتريته شوقاً إلى الله تعالى وحباً للقائه
فقيل لها : أفعلى ثقة أنت من عملك ؟؟
فقالت : لا ولكن لحبي إياه وحسن ظني به اشتقت إلى لقياه أفتراه يعذبني وأنا أحبه ...
قلت أنا ... لا والله ... فإنه يحبهم ويحبونه .
وما أحسن حسن الظن بالله والرجاء بالله فمن أحب شيئاً أحسن ظنه به ورجاه .
مرض أعرابي فقيل له : إنك تموت .. قال : وأين يذهب بي ؟؟
قالوا : إلى الله عز وجل ..
قال : فما أجمل الموت وما أجمل لقاء الله .
إنه حسن الظن بالله ومن أحب شيئاً أحسن الظن به ...
قال أحمد ابن الحواري سمعت أبا سليمان الداراني ووقفت عليه وهو لا يراني فسمعته يقول مناجياً ربه
" لأن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك ،، ولأن طالبتني بتوبتي لأطالبنك بسخائك ،، ولأن أدخلتني النار لأخبرن أهل النار أني أحبك "
واسمع كلام العارفين بالله الراجين رحمته قال أيوب السختياني " إن رحمة قسمها في دار الدنيا وأصابني منها الإسلام إني لأرجوا من 99 رحمة ما هو أكثر من ذلك
وقال بعض العباد لما علمت أن ربي عز وجل هو الذي سيحاسبني زال عني حزني لأنه الكريم الذي إذا حاسب عبده تفضل يا الله ... يا الله لو يعلم المدبرون عنه كيف انتظاره لهم ورحمته إياهم وشوقه إلى ترك معاصيهم لتقطعت أوصالهم شوقاً إليه .. هذه إرادته في المدبرين عنه فكيف بالمقبلين عليه ؟؟...
وإني لأرجوا الله حتى كأنني .. أرى بجميل الظن ما الله صانع ..
قال ابن المبارك جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه وعيناه تهملان
فقلت له : من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟؟
قال : الذي يظن أن الله لا يغفر لهم ..
أليس هو الذي قال " ورحمتي وسعت كل شيء "
يا الله من الذي يحصي نعمك ويقوم بأداء شكرك ؟؟ إلا بتوفيقك وإنعامك وفضلك ...
وإني لأدعوا الله أطلب عفوه ... واعلم أن الله يعفو ويغفر
لأن أعظم الناس الذنوب فإنها ... وإن عظمت ففي رحمة الله تصغر
قال الربيع ابن أنس " علامة حب الله كثرة ذكره والشوق إلى لقائه فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره وأحب لقائه " ..
انظر الى حالك انت الان
أسألك بالله إن كنت صادقاً محباً فأين صليت الفجر اليوم ؟؟ في جماعة المسلمين أم كنت في ركب المتخلفين ؟؟
اسمع المحب الصادق وهو يقول 40 سنة ما فاتتني تكبيرة الإحرام .
والآخر يقول 50 سنة ما فاتتني صلاة الجماعة .
أما ترون أننا بحاجة لمراجعة حساباتنا في محبتنا ؟؟ أما ترون أننا بحاجة أن نعرف حقيقة معنى يحبهم ويحبونه .
و من أجلّ أمرا، أعظم قدره، و لا حبيب أحب من الله إلى أهل ولايته، و لا جليل أجل من الله عند أهل معرفته، فاذكروا الله ذكر المحبين، و أجلّوه إجلال العارفين
المتنافسون فهي قوت القلوب وغذاء الارواح وقرة العيون ذهب اهلها بشرف الدنيا والآخرة ،اذا غرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء الاخلاص ومتابعة الحبيب ، اثمرت انواع الثمار واتت أكلها كل حين بإذن ربها أصلها ثابت في قرار القلب وفرعها متصل بسدرة المنتهى.
تعال معي لنملأ قلوبنا أنا وانت حباُ لله .
تعال لنعيش دقائق نغرس حب الله في قلوبنا .
كم هي نعم الله عليك بالليل والنهار .
من عافاك ، من سترك ، من أمَنك من أعطاك من حماك من رزقك من وهبك الا الله
نعمة الإسلام : فلو لم يكن بحبك ما كان سماك باسم الإسلام ولا وسمك بسمة الإيمان .
هل كان لك ادنى فضل في كونك مسلما هل يزعم أحد منا أنه دعى ربه في بطن أمه أن يخرجه مسلما ففعل .
أخي : أيها المسلم كان من الممكن أن تكون حطبا لجهنم تولد على الكفر وتموت عليه ولكنه يحبك جعلك مسلما.
عصمك من عبادة العبيد وأسجدك لمن خلق الملوك والعبيد
حماك من السجود للصنم وأخضعك لمن خلقك من العدم .
سبحانه وتعالى
ما للعباد عليه حق واجب *** كلا ولا سعى لديه ضائع
إن عذبوا فبعد له أونعموا *** فبفضله وهو الكريم الواسع
أخي :- لماذا لا تحبه وأنت تسمع قوله جل وعلا
((قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير)).
لأنه يحبك أرشدك اليه عن طريق آثار قدرته وملامح عظمته .
سبحانه خلق فأبدع وسمى نفسه البديع وجَمل فأتقن فهو الجميل .
عجبا كيف لا يعبده من رأى آثاره وكيف لا يعرفه من لمح أنواره
(( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا))
الاسراء
ابعد كل هذا تهجره وتنساه وتتركه الى غيره
لماذا تتودد الى من يجافيك وتجافي من يتتودد اليك
سبحانه من اله يتعرف الى خلق عنه معرضون
فيا عجبا كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد
ولله في كل تحريكة وفي كل تسكينة شاهــــــــد
وفي كل شيء كل له آية تدل على أنه الواحــــد
أخي الكريم :- من تحب أكثر مالك أم الله،
اسأل نفسك من أغلى شيء في حياتك أهلك دنياك أم الله .
أياك يا عبد الله أن تحب شيء مثل حبك لله أو أشد
قال تعالى : ((ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله أو أشد حبا ))البقرة
إنهم يحبون الله . نعم .لكنهم يساوون هذا الحب بحب آخر
ويوم القيامة يقول أمثال هؤلاء ((تالله إن كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين ))الشعراء
قال تعالى : (قل إن كان اباؤكم وابناؤكم وإخوانكم وازواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ان الله لا يهدي القوم الفاسقين)التوبة
: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وماذاقوا اطيب ما فيها قيل وماذاك
قال محبة الله ومعرفة الله .
عبد الله :- جِرب علَق القلب بالله وحده أخرج منه كل شوائب الدنيا وشهواتها وقف مع اللة واسأله أان يوّفقك ويزيدك محبة له .
اسمع موسى عليه ا لسلام وهو يقول كما قال تعالى(( وعجلت اليك ربي لترضى ))طه
يارب انا قادم اليك انا منطلق اليك لماذا لأرضيك فأرضى عني يا ارحم الراحمين
وهذا ابراهيم علية السلام يقول كما قال تعالى: ( اني ذاهب الى ربي سيهدين ). الصافات
وهذا نبييا محمد صلى الله عليه واله وسلم يدعو الله ويقول (( اللهم إلى اسألك حبك هل هذا يكف لا وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني الي حبك)).
اللهم ما رزقتني مَما أحب فأجعله قوة لي فيما تحب)).
عبد الله:- كل إنسان يعاملك ليربح منك ويكسب عليك أما الله يعاملك لتربح أنت منه وتكسب عليه فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة لأنه يحبك والسيئة عليك واحدة وهي أسرع شيء إلى المحو
دمعة واحدة تمحو الآف الخطايا وخطوة قصيرة في الطاعة تنسف أطنان الذنوب كيف لا وقد سمى نفسه الغفور .
سبحانه جل وعلا يشكر اليسير من العمل ويمحوا لكثير من الزلل لأنه يحبك أسمع إليه وهو يقول .
((إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة فإن هو عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف وإذا هم بسئية ولم يعملها لم أكتبها عليه فإن عملها كتبتها سيئة واحدة ))
وقال جل وعلا كما في الحديث القدسي ((إذا تقرب إلي عبدي شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب إلَي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ))
سبحانه ماذا يكسب منك ماذا سيربح عنك حاشاه هو الغني لا تنفعه طاعاتنا ولا تضره معاصينا هذا كله لإنه يحبك .
إذاً لماذا لا تحبه وتجعل حياتك كلها في رضاه .
لإنه يحبك ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة نزولا يليق بجلاله فينادي الجموع الغافلة والاجفان التائمة باطيف قوله وحلو ندائه فيقول :
((هل من سائل فأعطيه سؤاله هل من مستغفر فأغفر له ))
إليس لك إلى الله حاجة في أمر دنيا أو في أمر آخرة ؟
هل استغنيت عن ربك ،
هل استكفيت حاجتك منه
هل حللت كل مشاكلك
هل تخلصت من متاعبك
رد علي وأجبني ، ألا تشكوا قسوة القلب ألا تعاني هجر القرآن إلا يسوؤك حالك مع الله إلا يواجهك ضيق عيش ، أو عقوق ولد أو مرض أو وقوع في بلاء .
إذا هلم إليه إن كان يواجهك شيء
ارفع شكواك، قدم نجواك هنا في الثلث الأخير هنا فاتحة الأحزان وفاتحة الرضوان وجنات النعيم الدنيوي والكرم الألهي . قف مع الله وقل
أنا العبد الذي كسـب الذنوبا وصـدته الأمـاني أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحى حزينـا علـى زلاتـه قلقـاً كئيبا
أنا العبد المسئ عصيت سـراً فمالي الآن لا أبـدي النحيبا
أنا العبد المفرط ضـاع عمري فلم أرعَ الشـبيبة والمشـيبا
أنا العبـد الغـريق بُلجِّ بحـر أصيح لربمـا ألقـى مجيبـا
أنا العبد السـقيم من الخطايا وقـد أقبلت ألتمس الطبيبـا
أنـا الغدّار كم عاهدت عهداً وكنت على الوفاء به كذوبـا
فيا أسـفي على عمر تقضّـى ولـم أكسب به إلا الذنوبـا
ويا حزناه من حشري ونشري بيـوم يجعـل الولدان شـيبا
ويا خجـلاه من قبح اكتسابي إذا ما أبدت الصحـف العيوبا
ويا حـذراه مـن نـار تلظى إذا زفـرت أقلقـت القلوبـا
فيا من مدّ في كسـب الخطايا خطاه أما آن الأوان لأن تتوبـا
عجبا لك يا عبد الله ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه وجعل دونها الحرس والحجاب وتنسى من بابه مفتوح إلى يوم الدين .
لإنه يحبك لا يزداد على كثرة السؤالا جودا وكرما سبحانه هذا حبه لك فأين حبك له لو ناداك أبوك يطلب منك منفعة له لأجبته وهذا هو الله العلي العظيم يناديك فتنام عنه.
لو أسدى إليك أحد أصحابك معروفا ثم طلب منك أن ترده في السحر لما تأخرت عنه
اذا لم التأخير مع من أنت مغمور في بحر نعمه أين رد الجميل ياناكر الجميل ، إسمع يا عبد الله وتأمل مع كثرة معاصيك تواتر إحسان الله إليك .
قواك على طاعته وأعانك على بره وحبب إليك الإيمان وزينه في قلبك.
غرس في قلبك غرس الفطرة فعَرفك نفسك قبل أن تطلب.
أسجد الملائكة لأبيك بل وطرد إبليس من سمائه وأخرجه من جنته وابعده عن قربه لإنه لم يسجد لك وأنت لم تزل بعد نطفة في صلب أبيك .
أخي هل لا زال قلبك بعيدا عن الله إلى الآن .
اخي هل امتلأ قلبك حبا لله .
إسمع إلى من أحب الله وأحبهم الله .
عبد الله بن جحش قبل أحد يرفع يديه إلى السماء يا رب أسألك أن ترزقني غدا رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فسأقتله ثم أسألك أن ترزقني رجل آخر من الكفار أقاتله ويقاتلني فأقتله ثم اسألك أن ترزقني رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله ثم اسألك أن ترزقني رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فيقتلني ويبقر بطني ويجدع أنفي ويقطع أذني فأتيك يوم القيامة هكذا فتقول فيما حدث هذا فأقول فيك و من أجلك يا رب فيقول صدقت .
((إن الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقران ومن اوفى بعهده من الله الاية التوبة.))
يقول سعد بن معاذ والله يارسول الله لقد رايته بعد المعركة قد جدع أنفه وبقر بطنه وقطعت أذنه وحوله اثنين من الكفار ، الله أكبر صدق مع الله فصدقه الله .
عبد الله إذا فرح الناس بالدنيا فأفرح أنت بالله .
عبد الله إذا أنس الناس بالناس فأنس أنت بالله .
عبد الله إذا استغنى الناس بالناس فأستغني أنت بالله.
عبد الله إذا تودد الناس إلى الناس فتودد أنت إلى الودود الرحيم .
واتصل به واطرق بابه وقل له مسكين يارب فتصدق عليه .
واتصل به واطرق بابه وقل له أنا عبد ك الفقير المسكين .
سئل الجنيد ما هي صفات من يحب الله فقال :
هو عبد ذاهب عن نفسه متصل بربه إن تكلم فعن الله وإن سكت فمع الله وإن تحرك فبأمر الله وإن نطق فبالله ومع الله.
((اللهم اجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك ويحب رسلك ويحب عبادك الصالحين)).
(لا اله الا الله نعم الرب ونعم الاله احبه واخشاه)
وقال الحسن البصري في قوله تعالى ((ياأيتها النفس المطمئنة )) النفس المؤمنة أطمأنت الى الله واطمأن اليها واحبت لقاء الله واحب لقاءها ورضيت عن الله ورضي عنها فأمر بقبض روحها فغفر لها وادخلها الجنة وجعلها من عباده الصالحين))
لله در القائل :
فليتك تحلوا والحياة مريرة *** وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب
كيف تريد أن يحبك الله وأنت لا تحب المصطفى ، كيف تريد أن تكون من أهل محبة الله وأنت لا تعيش مع المصطفى ومع سيرة المصطفى : ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ))ال عمران
وقال تعالى (( ياأيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المومنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم))المائدة
وصف الله سبحانه المحبين له بخمسة اوصاف :احدها الذلة على المؤمنين ولين الجانب وخفض الجناح والرحمة والرأفة للمؤمنين .
الثاني :العزة على الكافرين والشدة والغلظة عليهم.
الثالث :الجهاد في سبيل الله ومجاهدة اعدائه باليد واللسان .
الرابع :لا يخافون في الله لومة لائم أي يجتهدون فيما يرضي الله ولا يبالون بلوم من لامهم في شيء منه .
الخامس :متايعة الرسول المصطفى صلى الله عليه واله وسلم وطاعته واتباعه في امره ونهيه
عبد الله لإن الله يحبك إبتلاك الم تسمع قول النبي
(( من يرد الله به خيرا يصب منه ))
ابتلاك ليرفع درجاتك في الجنة لإنه يحبك
ابتلاك لتفيق من غفلة نفسك وتصحو من سكرة ذنبك لإنه يحبك .
ابتلاك ليمحو خطيئة تدخلك النار لإنه يحبك ،
ابتلاك لتعرف نعمه عليك وتعلم قدرها فتشكره عليها وهذا أيضا لإنه يحبك ،
ابتلاك لتتواضع له وتدعوه سحرا فيستجيب لك فورا ويعوضك عن فقد نعمه واحدة نعما كثيرة لإنه يحبك ، أفلا تحبه وتطيعه وتقف ببابه .
إبتلاك لتدخل الجنة من أوسع أبوابها وأسهل طرقها
((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حسـاب ))
سبحانه جل وعلا الحسنة من فضله تصدر وبلطفه تحصل ثم يقبلها منك ويثني عليك.
يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم *** يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفـدك حـول البيت وانتبهوا *** و أنت يا حي يا قيـوم لـم تنـم
إن كـان جـودك لا يرجوه ذو سفه *** فمـن يجود على العاصين بالكرم
والله لو لا الله ما سجد ساجد لو لا حبه لنا ما قدر طائع على إتمام طاعته وما أطاق عابد جهد عبادته
((ولولا فضل الله عليكم رحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء))النور
- من هداك لتصلي مع المسلمين الا الله وغيرك يسهو ويلعب
من اعانك على ذكره وشكره بالليل والنهار الا الله .
لماذا لإنه يحبك ...
لإنه يحبك فكم من ذنوب عصمك منها ووقاك وأبعدك عنها وهداك . والله لو أخذنا الله بما جنت أيدينا لعذبنا وما كان لنا ظالما(( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ))فاطر.
ولذا كان بعض الصالحين يتذكر ذلك كلما شرب شربة ماء عذبه فيقول : الحمد الله الذي جعله عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبا .
هل عرفت الآن إلى أي حد يحبك.
كم نطلب الله في ضر يحل بنا *** فإن تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا *** فإن رجعنا إلى الشاطئ عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة *** وما سقطنا لإن الحافظ الله
عبد الله:- لماذا لا تحب الله وهو الغفار غفر أي ستر وهو من أظهر الجميل وستر القبيح رآك على الذنوب فلم يفضحك وحاربته بالمعاصي فلم يهتك سترك أخفى عن الناس ذنبك وستر عيبك وجمل ظاهرك وأخفى باطنك فلم يعرف الناس همَك بالشر والخيانة .
إذا كنت تغدو في الذنوب بعيدا *** وتخاف في يوم المعاد وعيدا
فلقد أتاك من المهيمن عفوه *** وافاض من نعمه عليك مزيدا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا *** في بطن أمك مضغة ووليدا
ولو شاء أن تصلى جهنم خالدا *** ماكان الهم قلبك التوحيدا
سبحانه جل وعلا يفرح بتوبة عبده وهي فرحة احسان وبر ولطف لا فرحة محتاج فالخلق جميعهم لا يساووا في ملكه ذرة تراب.
من أنت أيها الفقير حتى يتقرب إليك أغنى الإغنياء.
ماذا تساوي يا ذليل حتى يتودد إليك العزيز ومع ذلك يغفر ويتودد ويتلطف بل يجعل أعظم الذنوب عنده ان يظن العبد ان الرب لن يغفر
فهذا احد التابعين يسأل يوم عرفة من أسوأ الناس في هذا اليوم ؟ فقال من يظن ان الله لن يغفر له
ما زلت اعرف بألاساءة دائما
وتنالني بالعفو والغفران
وكان احد التابعين وهو عتبة الغلام يدعو ويقول :-الهي ان تعذبني فإني لك محب وإن ترحمني فإني لك محب فلم يزل يرددها حتى الفجر.
وقال ايضا : من عرف الله احبه ومن احب الله اطاعه ومن اطاع الله اكرمه ومن اكرمه أ سكنه في جواره ومن اسكنه في جواره فطوباه وطوباه .
عبد الله:- اذا احبك الله هداك الى صراطه المستقيم ووفقك الى خير الدنيا والاخرة والمؤمن اذا عرف ربه عز وجل احبه واذا احبه اقبل اليه
1- اذا اعطاك الله الصلاح والتقوى والايمان فأنت ممن يحبهم الله تعالى قال صلى الله عليه واله وسلم
((ان الدنيا يعطيها الله من يحب ومن لا يحب لكن الدين لا يعطيه الله الامن يحب))
2- تيسير الطاعة فأذا وفقت للصلوات جماعة فأعلم ان الله يحبك
اذا وفقت لفعل الخيرات واكل الحلال فأعلم ان الله يحبك.
3- تعسير المعصية اذا ابعدك الله عن المعصية فأعلم ان الله يحبك
اذا ابعدك الله عن الحرام واكل الحرام فاعلم انه يحبك لكن اذا عصيت الله بعد ستره عليك الاولى والثانية والثالثة فأعلم انك سقطت من عين الله فلا يبالي في أي واد هلكت
قال تعالى (( حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فأذا هم مبلسون))الانعام
هل انت ممن يحب الله اسمع صفات من يحب الله
1- ذكر الله فمن احب شيء اكثر من ذكره فياعبد الله هل اكثرت من ذكر الله باليل والنهار لو كنت ممن يكثر تلاوة القران فأنت ممن يحب الله
اهل المال ييحبون المال ولذلك يكثرون من ذكره لكن اهل الله هم اهل القران والذكر والايمان فبالله عليك هل يعذب الله من كانوا اهله وخاصته وجلساء كتابه.
:- من شغل قلبه ولسانه بالذكر قذف الله في قلبه نور الشوق اليه وقال ابراهيم بن ادهم : اعلى الدرجات ان يكون ذكر الله عندك احلى من العسل ، واشهى من الماء العذب الصافي عند العطشان في اليوم الصائف.
من علامات حب الله حب القران وعلامة حب الله وحب القران حب النبي صلى الله عليه واله وسلم وعلامة حب النبي حب اهل بيته واتباع سنته وعلاماتها حب الاخرة ومن علامة حب الاخرة بغض الدنيا وعلامة بغض الدنيا ان لا يأخذ منها الا زادا يبلغه الاخرة
2- حب المؤمنين فأنت تحب من يذكرك بالله تحب من يحبب الله في قلبك تحب من يحب الله وتكره من يعادي الله ودين الله.
قال تعالى ((انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون))المائدة
3- التقرب الى الله بالنوافل بعد الفرائض فهي التي توصل الى محبة الله وحفظة قال تعالى في الحديث القدسي (( ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فأذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني لأعطينه ولئن أ ستعاذني لا عيذنه))
: ان القلب الذي يحب الله عزوجل يحب التعب والنصب لله وقال اخر افعل الخيرات وتوصل الى الله بالحسنات وباد رالى محبته يسرع الى محبتك
4- قطع علائق الدنيا ، واخراج حب غير الله من القلب فإن القلب مثل الاناءلا يتسع الا لشيء واحد((ما جعل الله لرجل من قلب في جوفه ))الاحزاب وترك معصيته
تعصي الاله وانت تظهر حبه *** هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لاطعته *** ان المحب لمن يحب مطيع
وأخيرا أسأل الله ان يخلص سرنا وجهرنا وضاهرنا وباطننا وان يجعلنا من اهل محبته