الرابطة تعثر على 250 عراقيا من المعتقلين السنة في سجن ابو غريب لم يعرضوا على القضاء منذ عام 2005 وحتى هذه اللحظة

الرابطة تعثر على 250 عراقيا من المعتقلين السنة في سجن ابو غريب لم يعرضوا على القضاء منذ عام 2005 وحتى هذه اللحظة..! – حقائق خطيرة - استمع الى مقابلة صوتية مع أحد المعتقلين

2012-01-11 :: إعداد: الرابطة العراقية ::

الرابطة/تحقيقات/خاص:

قام أحد اصدقاء الرابطة العراقية مشكورا بإعلامنا بوجود أعداد من المعتقلين من السنة في سجن ابو غريب ممن يرفض القضاة النظر في قضاياهم منذ 2005 وحتى الآن، أي قرابة 7 سنوات وهم يقبعون في السجون العراقية بدون اي محاكمة..!

وقد بادرت الرابطة الى الاتصال بأحد هؤلاء المعتقلين على جهاز موبايل تمكن من شراءه من خلال دفع رشوة لشرطة السجن كما يفعل جميع السجناء، ونترككم مع السيد (أبو محمد) وهو يحدثنا عن ظروف اعتقاله وتعذيبه وكيف أجبر على الاعتراف بارتكاب جرائم لم يفعلها..!

يقول ابو محمد، وهو متزوج ولديه 5 أطفال:

>> في يوم 4/10/2005 قامت مجموعة من المجاهدين بضرب القوات الأمريكية في منطقة تبعد 15 كم عن قريتنا والتي تدعى قرية الثورة التابعة لقضاء المحمودية.. ويبدو أن قوات الاحتلال الأمريكي لم تتمكن من العثور على المهاجمين فجاءوا الى قريتنا وباشروا حملات مداهمة عشوائية لمنازلنا اسفرت عن اعتقالي بالاضافة الى 20 رجلا عراقيا، وجميعنا من أبناء السنة.

وبدلا من أن تقوم القوات الأمريكية بالتحقيق معنا، قاموا على الفور بتسليمنا الى قيادة لواء الذيب سيء الصيت، بقيادة المجرم ابو الوليد، والذين تم نقلهم للتو من مدينة الموصل بعد أن عاثوا فيها قتلا واعتقالا وتعذيبا لمئات المواطنين الأبرياء، وكان مقر لواء الذيب في بغداد في منطقة الدورة، ومن أنذل ممن عملوا لديه من ضباط التحقيق الطائفيين هم مقدم علي ومقدم فلاح.

حالما تسلمنا لواء الذيب بدأوا بممارسة أبشع أنواع التعذيب بحقنا، وقد تعرض أحد المعتقلين ممن أعرفهم الى الاغتصاب على أيدي الضباط، أما أنا فقد تعرضت للضرب والتعليق بالبكرة وقاموا بإطفاء أعقاب السجائر في أنحاء مختلفة من جسمي، ورغم مرور 7 سنوات إلا أن علامات الحرق ما تزال واضحة على جسمي، وسوف أسعى لارسال صور هذه الحروق وصورا لآثار تعذيب تعرض لها معتقلون آخرون معي.

أجبرنا ضباط التحقيق في لواء الذيب على الادلاء باعترافات كاذبة لأجل إدانتنا، وقالوا لنا أننا أصبحنا (كبش الفداء) لمن تعرضوا للقوات الأمريكية في منطقتنا، ويجب أن ندفع الثمن ولن يرضَ الأمريكان أن نطلق سراحكم حتى لو كنتم أبرياء، وقالوا لي إذا لم تعترف أنت بنفسك فسوف نأتي بأسماء أشخاص مقتولين من الشيعة من مدينة الثورة ونقنع ذويهم برفع شكوى ضدكم..! كان علي أن (أعترف) بـ16 حادثة إرهابية قمت بها، منها قتل مواطنين وتفجير مركز للشرطة في حي الرشيد.. ولكن جميع من أدعيت قتلهم هم أشخاص من أقاربي أو أصدقائي مايزالون على قيد الحياة أو قتلوا على ايدي قوات الاحتلال الأمريكي.

وبرغم جميع هذه الاعترافات المكذوبة التي أجبرت عليها فقد أصر المحقق أن يلصق بي تهمة قتل شخص شيعي من منطقة ابو دشير حيث قال: (أعلم أن اعترافاتكم كاذبة لذلك سوف الصق بك تهمة سوف توقعك حتما).. وقد تمكنت عائلتي من الاتصال بعائلة الشخص القتيل من ابو دشير والتي أقرت بأن ليس لي علاقة بهذه الحادثة وهم يعرفون من قتله، وأقروا على محضر لدى مركز الشرطة بذلك.. كما تمكنت عائلتي من الحصول على إقرار من جميع من ادعيت قتلهم بأنهم مايزالون على قيد الحياة أو تنص شهادات وفاتهم على سبب للوفاة ليس متعلقا بي.. كما حصلوا على إقرار بأن مركز الشرطة الذي ادعيت تفجيره وقتل 9 من أفراد الشرطة لم يتعرض الى اية حادثة على الاطلاق..!

ولكن ومنذ عام 2005 وحتى هذه اللحظة لم نعرض على المحاكم العراقية ولم نمثل أمام اي قاض لنقدم أدلة براءتنا من التهم المنسوبة لنا.. أول محام قمنا بتوكيله يدعى (ولاء العامري)، والذي أخذ من كل واحد منا نحن المعتقلين 45 ورقة (4500 دولار) ثم هرب بالمبالغ ولم نره بعد ذلك أو نسمع منه.. كما أخذ منا ضابط التحقيق في لواء الذيب 2500 دولار للشخص الواحد ليسمح لنا بتوكيل المحامي، ثم وكلنا محام آخر اخذ من كل واحد منا 1000 دولار ولم نره بعد ذلك.. والآن وكلنا محام ثالث بعد أن استدنا مبالغ مالية، وكلما سألناه عن مصير قضيتنا قال (القضاة يرفضون النظر في قضاياكم بسبب الأوضاع الأمنية)..!

أما بالنسبة لمنظمات حقوق الانسان والهلال الأحمر وغيرهم، فهم يقتصرون في زياراتهم على التأكد من نوع الطعام الذي يقدم لنا والتجهيزات في المعتقل، ولكن لا أحد يهتم بما نتعرض له من إهمال متعمد طوال هذه السنين دون محاكمة.

الآن في ابو غريب من المعتقلين منذ 2004/2005 قرابة 250 شخص لم يعرضوا على المحاكم حتى الآن، ويمكنني أن أزودكم باسماءهم جميعا.. ونظرا لغياب أي متقدم بشكوى ضدنا فهم ليسوا حريصين على تقديمنا للقضاء خوفا من ان يحكم ببراءتنا، وقد حاول عدد من ضباط التحقيق إقناع مواطنين من قريتنا ممن قتل أبناءهم في حوادث متفرقة كحوادث سيارات أو غيرها أن يتقدموا بشكاوى ضدنا على أننا كنا متسببين في قتلهم، ولكن رفض الجميع أن يقوموا بذلك.

.......................

(1) قامت الرابطة العراقية هذا اليوم بالاتصال بفرع منظمة العفو الدولية في لندن والذين ابدوا اهتماما واسعا بهذا الموضوع وطلبوا المزيد من التفاصيل لأجل إصدار مذكرة شديدة اللهجة موجهة الى الحكومة العراقية بخصوص هذا الانتهاك الفاضح لحقوق لانسان العراقي.

(2) ننصح جميع من يشاهدون القنوات الطائفية وهي تعرض ما يدعى بـ(إعترافات الارهابيين) أن يتذكروا الأساليب التي ذكرت في هذا المقال لانتزاع الاعترافات.

** للاستماع الى المقابلة الصوتية مع المعتقل (ابو محمد) يمكنك أن تنقر على الرابط التالي:
http://www.iraqirabita.org/prisoner.mp3