جاسوس بريطاني سابق يؤثر في مسلمي بريطانيا
إيتون: ساعدت موظفي القصر الملكي على أداء صلاة الجمعة
دبي- صخر إدريس
اعتبر "تشارلز جاي إيتون" الصحافي البريطاني في حديثه لـ"العربية نت" أن كتابه "الإسلام و قدر الإنسان" نقطة تحول في حياة كثير من البريطانيين وقال إن تأثير الكتاب وصل إلى بلاط الملكة اليزابيث الثانية التي وافقت على إدخال تعديل جديد في قانون الخدمة داخل القصر الملكي (باكينغهام) وذلك بسماحها للموظفين المسلمين بتأدية صلاة الجمعة في الجامع في أوقات الدوام الرسمي.
وكان "إيتون" قد عمل لحساب الحكومة البريطانية لمدة 17 سنة متخفياً داخل ثوب الصحافة والديبلوماسية في عدد من الدول في الشرق الأوسط، بعد اعتناقه الإسلام وتغلغله في حياة شعوب المنطقة، وشكَل مصدراً هاماً للمعلومات التي توجِه سياسة الحكومة البريطانية في مستعمراتها السابقة. يقول"إيتون" لـ"العربية نت": "كان عملي يتمحور حول الأمور المتعلقة بالمعلومات حيث عملت في البداية أميناً للمعلومات في العديد من الأمكنة بما فيها الهند و"لالا" و"ترينيداد"، وكانت هذه الأخيرة الأكثر أهمية نظرا ً لوجود أقلية مسلمة كبيرة هناك.
جاء إسلام "إيتون" عام 1951، في العاصمة المصرية القاهرة عندما تقدم للعمل محاضراً في قسم الأدب الإنجليزي في احدى الجامعات هناك، الأمر الذي دفعه للتمعن في بيئة المجتمع العربي، وجعله أكثر إلماماً بعقلية المسلمين.
وقال "إيتون" لـ"العربية نت": "إن من فتح عيني على الإسلام هو الكاتب البريطاني "مارتن لينغز" الذي يعُرف أيضا باسم "أبو بكر فراس الدين"، كما شجعني على إعطاء الإسلام مزيداً من الاهتمام، وكان ذلك متزامناً مع سوء الأحوال في القاهرة قبل الثورة، بالإضافة إلى وجود مشاعر سلبية قوية تجاه البريطانيين، فتعين علي أن اختار بين البقاء لدراسة الإسلام كما أشار علي الكثيرون، والعودة مجدداً لنمط حياتي السابقة الذي طالما لم يعجبني ونسيان أمر الدين الذي تملكني وأثار اهتمامي".
وأضاف "تقبلت فكرة التعرف إلى الإسلام للمرة الأولى في حياتي، تلتها عدة جلسات مع "مارتن لينغز"، إضافة إلى محاولات جادة من قبل طلابي الذين دأبوا على زيارتي يومياً لتعليمي الآيات الأساسية في القرآن، الأمر الذي استغرق حوالي 6 أسابيع غادرت بعدها عائداً إلى جامايكا ناطقاً الشهادة وأنا رجل مسلم".
يشرح "إيتون" لماذا اختار الإسلام: "وجدت فيه أمور منطقية تناسبني وتمنحني صلة حقيقية بالخالق، وقدم لي ما كنت أبحث عنه، إلى جانب راحة البال واليقين".
"كما نعلم جميعا ً، فإن الممارسة الرئيسية في الإسلام هي الصلاة وذكر الله بشكل مستمر ومتواصل، وهذا ما يمنحنا القوة ويجعلنا قادرين على أن نفكر بعقلانية" يضيف.
كما يؤكد أن الإسلام غير حياته "منحني الإسلام أسسا ثابتة أتمسك بها، أي أن الأمر أشبه بوجود حبل يمكنك التمسك به".
لم يواجه "إيتون" صعوبة في انضمامه للسلك الديبلوماسي آنذاك وهو مسلم، ويقول لـ"للعربية نت" : "لم يشكل الأمر أهمية كبيرة لدى رجال الأمن الذين قاموا باستجوابي لضمان ولائي للحكومة، وهم كانوا على علم مسبق بإسلامي".
ويضيف قائلا : "أن نظرة الغرب للإسلام كانت مختلفة كلياً آنذاك عما هي عليه حالياً، حيث لم يكن ثمة إهتمام بالإسلام أو عداء تُجاهه".
ويشن "ايتون" هجوماً حاداً على المسلمين الذين شاركوا في تنفيذ هجمات معادية للغرب، مما جعل الدين الإسلامي مادة دسمة للصحافة، الأمر الذي دفعها وبإساءة متعمدة لتجمع بين الإسلام والإرهاب، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، يقول إيتون:"يميل الإعلام دوماً للإهتمام بالقضايا المثيرة للعواطف كالعنف والإرهاب"، مع أنه على حد قوله يكره استخدام كلمة "إرهاب" ويفضل استخدام مصطلح (اختلاف في الثقافات والممارسات وانماط واساليب الحياة) في خطاباته.
وأكد "ايتون" حاجة المسلمين في الغرب لتبني طرقاً أكثر حكمة وموضوعية للتعبيرعن آرائهم كما شدد على أهمية مخاطبة المجتمعات التي يعيشون بها بلغاتهم، وعدم الإعتماد على وسائل الإعلام الغربية التي ينحصر جلَ اهتمامها في إعطاء صورة نمطية عن الإسلام كمصدر تهديد، مذكراً بما حصل في ألمانيا عندما طُعنت "مروة الشربيني" زوجة أحد طلاب العلم المصريين وحتى الموت بسبب نفور أحد المتطرفين من حجابها، كما ألقى باللائمة على حكومات بعض الدول الاسلامية معتبرا إياها السبب في دفع شعوبها المسلمة إلى الوقوع في براثن التصرفات الخاطئة الذي نتج عنه السمعة السيئة للإسلام، في حين أشار إلى إيجابية تعامل المركز الثقافي الإسلامي بلندن حين قام بطبع مؤلفات إسلامية وقدمها لجميع أعضاء البرلمان البريطاني.
ويعتبر "إيتون" سبباً مباشراً في إلهام الكثير من صفوة المجتمع البريطاني للإهتداء الى الاسلام بفضل كتابه، ويعد "جوناثان بيرت" من أبرز هذه الشخصيات وهو نجل المدير العام لقناة "بي بي سي" والذي يعد من أقوى رجالات الإعلام في العالم، وأصبح يُعرف الأن باسم "يحيى بيرت" وتزوج من "فوزية بورا" الفتاة الهندية المسلمة، كما أثر إيجاباً في أبناء المهاجرين الذين قدموا من باكستان وبنغلاديش من خلال الإجابة عن تساؤلاتهم، فقد تفتحت مداركهم على الإسلام ويمارسون الشعائر الاسلامية، ولكنهم يفتقرون الكثيرمن المعلومات عن ديانتهم، خاصة عندما عجز آباؤهم عن إعطاء إجابات مقنعة عن تلك التساؤلات.
"تزوج ايتون مرتين ولم يُرغم أي من زوجاته على الإسلام كما ترك حرية الإختيار لأبنائه.
يقضي "إيتون" رمضان مع عائلته ويعتبره شهر هدوء وعبادة، كما يتفادى الظهور أمام الناس فهو "ليس بمأمن" بما يكفي لأسباب يقول بأننا سنعرفها بشكل واضح في فبراير(في إشارة إلى الكتاب الذي سُينشر).
لم يتسنى لـ إيتون آداء فريضة الحج ولكن أدى مناسك العمرة فقط، كما تلقى العديد من الدعوات للحديث عن تجربته، كانت في البداية دعوة إلى العمرة من قبل أحد المعاهد السعودية. ودُعي إلى باكستان لتقديم سلسلة من المحاضرات. كذلك تمت دعوته إلى الإمارات وماليزيا لكنه عجزعن تلبيتهما بداعي شيخوخته.
قام ايتون بتأليف كتاب عن سيرته الذاتية، ويعكف حالياً على تأليف كتاب آخر يتحدث فيه عن السنوات الأولى في حياته حتى عام 1959، مختاراً عنوان "بداية سيئة والسبيل إلى الاسلام" "A bad beginning and the path to Islam" لكتابه الجديد. وكان من المفترض نشر الكتب في نوفمبر الماضي ولكن تم تأجيله إلى فبراير 2010 لأسباب صحية.
يذكر أن "إيتون" المولود عاام 1921 يعيش في المملكة المتحدة ويطلق على نفسه الآن اسم "حسن" وكان قد عمل مستشارا ً للمركز الثقافي الإسلامي في لندن، كما كان عضوا ً في اللجنة التي أعدت مسودة الدستور الخاص بالمجلس الإسلامي البريطاني.
تعليق عرب نورشوبينغ
"بس على الله ما يطلع مثل لورنس"
موضوع: جاسوس بريطاني سابق يؤثر في مسلمي بريطانيا 
الأحد ديسمبر 27, 2009 10:03 am
