قال الله تبارك اسمه: (يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
افتروا على الله كذباً فزعموا أنه أنزل الآية في علي رضي الله عنه، وأنها توجب إمامته وعصمته!! ورتبوا على ذلك بدعة ما يسمى "عيد الغدير" المنكرة.
إن ألفاظ الآية لا تحتمل معنى إمامة علي، ولا يخطر هذا على بال قارئها أبداً، إلا إذا سبق الإيحاء به أو التلقين. فليس في النص إلا أمر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بتبيلغ (ما أنزل إليه) وهو عام في جميع (ما أنزل) وليس محصورا بأمر معين. فإذا كانت الإمامة من (ما أنزل إليه) وجب تبليغها عليه. فننظر (فيما أنزل) هل فيه ذكر الإمامة المزعومة؟ فإذ لم نجد علمنا أنها ليست مما أنزل.
جاءت هذه الآية مسبوقة بآية ومتبوعة بآية، ورد في كليهما اللفظ: (ما أنزل) خطاباً لأهل الكتاب. ولا شك أن إمامة علي ليست من (ما أنزل) إليهم من ربهم، فاللفظ (ما أنزل) لا يحتمل هذا المعنى .
فما الفرق بين لفظ (ما أنزل) عند أهل الكتاب وبينه عندنا -وهو واحد- حتى تكون الإمامة بل علي من (ما أنزل) إلينا من ربنا !
يقول تعالى في هذا السياق: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإْنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإْنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين.
إن (ما أنزل) إلى أهل الكتاب وأمروا بإقامته، هو نفسه (ما أنزل) إلى نبينا، وما أمر بتبليغه عليه السلام، ومنه قوله تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأْمِّيَّ الَّذِييَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإْنجِيلِ - إلى قوله - فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ (الَّذِي أُنزِلَ) مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ).
وهو الذي زادهم طغيانا وكفراً، وليس إمامة علي ولا غيره، لأن الله تعالى لم يذكرها قط. وليس هو مكتوباً عندهم. ولم تكن (الإمامة) موضوعاً للبحث والنظر بينه صلى الله عليه وسلم وبينهم، حتى تزيدهم أو تنقصهم.
إن (ما إنزل إليكَ من ربك) في الآية (68) من سورة المائدة هو نفسه (ما أنزل إليك ربك) في الآية (66) والآية (67) فما وجه علاقته بـالإمامة المزعومة؟!
لقد طعنوا في النبي صلى الله عليه وسلم، إذ زعموا أنه لم يبلغ الإمامة المزعومة حتى هدده الله تعالى!!! هكذا زعم صاحب مراجعاتهم المكذوبة.
لقد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وكفروا مليار ونصف المليار من المسلمين وقالوا عنهم نواصب!، ودعوا الغزاة إلى بلاد المسلمين ليقتصوا لهم من النواصب!!، وقتلوا المسلمين ومثلوا بهم؛ كل ذلك استناداً إلى فرية اسمها إمامة علي رضي الله عنه، وبرأه من دين النواصب الإمامية الإثناعشرية.